بنص المادة الرابعة من الدستور الكويتي، يتبين أن الكويت إمارة يحتكم فيها إلى الدستور، الذي وضعته السلطة التأسيسية من الرواد الأوائل في الكويت، وقد أنشئ باسلوب العقد بين الحاكم والمحكوم، والدستور ينظم مختلف شئون الدولة وأجهزتها وينص على الفصل بين السلطات الثلاث بالدولة مع تعاون تلك السلطات والتي يرأسها رئيس الدولة، وفي الكويت مجلس منتخب له سلطة واسعة ودور قوي بحيث يصوت على تنصيب الأمير، ويتضح من ذات المادة أعلاه أن المجلس يبايع ولي العهد، وبموضع آخر من الدستور يتبين أن الأمة هي مصدر السلطات ممثلة بنواب الأمة، هذا هو المفهوم بالإمارة الدستورية، إذن الكويت إمارة دستورية. فما المقصود بما تردد في ساحة الإرادة والمطالبة بإمارة دستورية، لعل المقصود رئيس مجلس وزراء من الشعب، ولكن المادة 56 من الدستور لم تشترط بألا يكون الرئيس من الشعب بل بينت أن ذلك حق مطلق لسمو الأمير يختار من يشاء ولكن بعد المشاورات التقليدية، إذن الكويت إمارة دستورية، وأيضا قد يكون المقصود بما طالب به جماهير الإرادة أن تكون الحكومة منتخبة من الشعب، فإن ذلك لم ينص عليه الدستور أو ينظمه بل أوضح لنا الدستور أن الوزراء تعيينهم بالاختيار، علما بأن الحكومة المنتخبة لا تتأتى إلا بتعديلات دستورية جذرية، تتطلب مؤسسات مدنية معلنة وإشهار الأحزاب الأمر الذي قد لا يكون مقبولاً لدى الكافة.
وبغض النظر عن الوصف للمفهوم أو التسمية من الجدير معرفته أن مجموعة من الشعب خرجت في ساحة الإرادة وأعلنت مطالبها وفق إباحة أحكام الدستور في التعبير عن الرأي، علماً بانني في السابق من الأيام حينما رأت مجموعة من الشعب القيام بجمع التوقيع من مختلف أطياف المجتمع للحث على استقالة رئيس الوزراء السابق، قد بينت ذلك بمقال سابق بعنوان "وثيقة التوقيع" وأن الأمر يلزم أخذه في الحسبان وينظر إليه بعين الاعتبار وتتم قراءة تلك المطالب.
http://www.alhasela.com/cms/node/7232
http://www.7eyad.com/ArticleDetail.aspx?id=4340629