اهلا وسهلا

يسعدني زيارتكم لمدونتي،،، " شروق " اسأل الله ان تحوز اعجابكم،،، علما بانني لا استغني عن ارائكم وارشاداتكم التي اضعها بعين الاعتبار،،، وشكرا... عبدالله الضعيان،،،

الأحد، 27 مايو 2012

عقد الداو بين الشفافية والتداعيات

لكي يدرك الشخص العادي المتابع لسير الأمور حقيقة تداعيات عقد داو كميكال، نوضح بداية ان كلمة داو تعني اختصار لاسم شركة امريكية يعمل بها اكثر من 50 الف عامل بمختلف دول العالم، في مجل الصناعات النفطية والكيماوية، وقد تسبب انفجار احد مصانعها بمقتل 2500 شخص بالهند، وقد بدأت قضية الداو حينما أرادت مؤسسة البترول ممثلة بشركة البتروكيماويات الدخول كشريك مع شركة داو الأمريكية وذلك عن طريق شراء حصة في مصانع تمتلكها الثانية وتصل نسبة الشراء تقريبا إلى 45% من الشركة البائعة داو، وقيمة الصفقة حينذاك في عام 2008 تقدر ب 9.5 مليار دولار، وقد قامت مؤسسة البترول بتوقيع عقد أولي تلتزم فيه بإتمام الصفقة، وتوافق بالشرط الجزائي الذي ينص بالزام الشركة الكويتية بدفع غرامة جزائية في حال عدم تمام الصفقة، وكانت مؤسسة البترول والوزارة والمجلس الأعلى للبترول على أهبة الاستعداد لتوقيع العقد وإتمام الصفقة، ولكن أمام الضغوط السياسية لأعضاء البرلمان، رأوا أن لا محالة من إلغاء الصفقة وعدم إبرام العقد، وخصوصاً وأن عملية الرجوع في القرار تمت في اللحظة الأخيرة، واستند المعارضين للصفقة بأن أصول شركة داو المراد الدخول معها كشريك مجرد مصانع قديمة أكل عليها الدهر وشرب، وهي لا تساوي ولا تتلاءم مع السعر المتفق عليه، حيث أن السعر مبالغ فيه وان تلك الاصول حسبما قيل انها كانت تقدر بسعر اقل بكثير من هذا السعر قبل الازمة المالية العالمية، وان الشركة الامريكية مطالبة بدفع تعويضات عن القضايا المرفوعة عليها بعد حادثة مصنع الهند، وانها استنزاف للمال العام وتحوم حولها شبهات تنفيع، وأمام هذه الضغوط رضخت مؤسسة البترول وقامت بإلغاء الصفقة. ودون وضع العواقب الوخيمة في الحسبان وبعد مرور ثلاث سنوات أي منذ عدة أيام فقط صدر قرار التحكيم والذي يقضى بإلزام شركة البتروكيماويات بدفع الغرامة الجزائية المنصوص عليها بالعقد والبالغة قيمتها 2.6 مليار دولار، ومن هنا بدأت المشكلة مرة اخرى، فمن كان ينادي بإلغاء الصفقة على أنها مشبوهة اصبح يردد أن مسئولية الغرامة تقع على عاتق الشركة الكويتية التي لم تلتزم الحيطة أثناء توقيع العقد ولم تقدم معلومات كافية ووافية عن العقد وقيمته وبند الغرامة، ولم تأخذ في الاعتبار التحذيرات بإلغاء الصفقة منذ البداية وقبل الدخول بأي التزام، ويستند من قام بالتوقيع أن الشركة لو تم شراء أصولها حينذاك كانت قيمة السهم 8 دولار وفيما بعد وصل سعر السهم إلى 30 دولار، ومن ثم في نظرهم بأن القرار السياسي كان له الأثر في الخسارة وفوات الربح.
ولنفرض جدلا ان الالغاء تم تحت الضغط السياسي فليس معنى ذلك اهمال الالتزامات بالعقد ويجب بيانها وتوضيحها للجميع بكل شفافية ومثلما يتم اخذ الموافقة عند بداية العقد يجب اخذ الموافقة عند الغاؤه وتحميل تبعة مسئولية الالغاء على عاتق من يطالب بالإلغاء، وأيضا النواب الذين طالبوا بإلغاء الصفقة لاحتوائها على أي خطأ حسبما يرون وبعد تحقق ما طالبوا به لم ينته دورهم الى هذا الحد، فهم ملزمون بمحاسبة من تسبب بالخطأ عند بداية توقيع العقد وعدم السكوت لحين صدور حكم الغرامة المليارية، علماً بأن أجور ومصاريف التحكيم أيضا مبلغ لا يستهان به بحسب النسبة المتفق عليها ومؤكد أنها لا تقل عن 10% من قيمة الغرامة، ومن ينفي ذلك بحجة أن شركة داو هي التي لجأت للتحكيم ويقع على عاتقها دفع مصاريف التحكيم، تكون الإجابة وماذا عن الدفاع أمام لجان وهيئة التحكيم هل الشركة الكويتية لم ترسل ولم تنتدب جهة ما للدفاع عنها. ولكن يبقى أن نشير إلى أن مبدأ الشفافية في العلاقة بين السياسيين أعضاء البرلمان والطاقم الفني ممثل بالقطاع النفطي كانت شبه معدومة، فلم يتجرأ طرف ببيان مخاطر العقد للطرف الآخر خصوصاً الطاقم الفني انصاع للقرار السياسي دون تقديم شرح حول هذه الخطوة، وتم أخذ القضية كأنها عناد ومآرب شخصية كل يريد تنفيذ ما يراه، وهو الصواب، فلو أن الطرفين تقدما بيد متعاونة هدفها الاصطلاح يسودهما مبدأ الشفافية لما حصل ما حدث، ولكن يجب أن تتظافر الجهود لمنع التكرار مستقبلا، ومحاولة البحث عن مخرج من هذه الازمة ويرى البعض اللجوء للحل الودي مع الشركة الامريكية خصوصا ان لها عقود ومصالح كثيرة وعلاقات مشتركة في الكويت، فمن الصعب جدا التحلل من الالتزام واعادة الحال كما كانت عليه قبل توقيع الالتزام، فالخسارة على الجميع والمتضرر منها البلد والمواطن، والله خير الحافظين.

الثلاثاء، 22 مايو 2012

المجلس بين الانجازات والحل

انقسم الشارع إزاء أداء مجلس الامة الي قسمين فالقسم الأول يرى أنه مجلس انجازات، استنادا لإقراره القوانين واتخاذ اجراءات وقرارات مهمة كانت عالقة منذ زمن خصوصا تعديل مدة الحبس الاحتياطي، ذلك التعديل والذي يعد بحق تقدما في حماية الحرية وكف أيدي السلطة عن سلب هذه الحرية وجعلها في أضيق الحدود، وأيضا اعتبار إقرار قانون الاعدام لمرتكب الإساءة للذات الالهية والانبياء والرسل، انجازا وسبقا على مستوى دول العالم كافة، علما بأن هذا القانون مستسقى من قاعدة شرعية وهي وجوب القتل للمرتد عن دين الإسلام. وأيضا استحسان تشكيل لجان التحقيق لقضايا عديدة كانت عالقة، وتبرير كثرة تلك اللجان تقصي الحقيقة وبيان المسئولية السياسية وما اذا كانت المصلحة تقتضي بإبلاغ النيابة العامة بشأن اي طرف يتم التحقيق معه ام لا، ويرى هذا من يؤيد أداء مجلس الامة ان مقترحات التعديلات الدستورية واعادة هيكلة المحكمة الدستورية أمر محمود ولابد في السير قدما للأخذ بتلك المقترحات.
أما القسم الآخر من الشارع فيرى ان المجلس لا يجب ان يكون ساحة لاستعراض بعض النواب بالتلفظ بعبارات غير لائقة، ومشاجرات كلامية كادت في غير مرة ان تصل الى التشابك بالأيدي، وقيام البعض من النواب بالتعدي على زملائه الآخرين بواسطة ادعاءات دون بيان أدلتها أو اثباتها في شتى وسائل الإعلام، ويرى هذا البعض القوانين الجديدة وتعديلاتها بعضها كان مقترحا من قبل خصوصا التعديلات الدستورية ولكن الوقت غير ملائم لطرحها الآن، ولم يقف نقد المجلس عند هذا الحد بل حتى اقرار قانون الاساءة للذات الالهية لم يروق لهذا البعض، لأن القانون لا يتلاءم مع الدستور المدني ويتعارض معه حيث أن الدولة المدنية ملزمة بحماية كافة الأديان بغض النظر عن مصدرها، ولفرض تلك الحماية لابد من اقرار عقوبة ملائمة متساوية ومتشابه ازاء كل الاديان لا أن تصل للإعدام، والاعدام يجب أن يكون في أضيق نطاق. ويردد هذا البعض القول ان القضايا التي تم حل المجلس السابق من أجلها لم يتصدى لها المجلس الحالي بكل شفافية ومصداقية خصوصا الايداعات والتحويلات، حيث لم يتم استدعاء من هم موسومين بالقبيضة، أو بيان ما اذا سيتم استدعاءهم أم لا. عموما على حد قول هذا البعض ان المجلس بدأ بواسطة بعض نوابه تكريس الطائفية والنزاع الفئوي، لذا لابد من حل المجلس والعودة لاحتكام الشعب. اما القسم الاول المؤيد يري ذلك البعض ضرورة استمرارية المجلس لإنجازاته.
ومما هو جدير بالذكر يجب ان يكون المجلس اشد حرصا علي مصلحة البلد ابراء للقسم الذي أداه نوابه يضعون نصب اعينهم الفائدة للبلاد والعباد، وان يتم التعامل مع القضايا والمقترحات وفق المعطيات والنتائج، وليس وفق المزاج والهوى بغض النظر عن الاشخاص اذا كان الأمر مستحق، ولعل ما حدث في جلسة استجواب وزير المالية بين شد وجذب بين المجلس والحكومة، قد ينم عن عدم اتباع الشفافية بخصوص محاور الاستجواب والا كان لزوما على احد الطرفين ألا يتمسك سواء بضم أو عدم الضم للاستجوابين لأن الغاية والهدف الصالح العام، فمن باب اولى تفعيل نصوص الدستور وعقد جلسة الاستجواب لمصارحة الشعب، وتنفيذ اللائحة الداخلية لمجلس الامة بخصوص ضم الاستجوابين ان كان موضوعهما مرتبط، ولبيان الارتباط بين الاستجوابين من عدمه، يجب الرجوع لتصويت المجلس لأن المجلس سيد قراراته.
علما بانني بينت في مقال سابق بأن الاحتدام كان بين المجلس السابق والحكومة، ولكن في القادم من الأيام سيكون الصراع بين النواب انفسهم....

الأحد، 20 مايو 2012

الفرع الثاني
أوجه الشبه والاختلاف بين القانون الكويتي والفقه الإسلامي
في المسئولية الجنائية الناشئة عن المسابقات الرياضية (10)


بعد بيان الرأي الفقهي وموقف القانون الكويتي من المسئولية الجنائية الناشئة عن المسابقات الرياضية سنقارن بينهما، وذلك من وجهين:-

الوجه الأول: في سبب ارتفاع المسئولية.

يتفق الرأي القائل في القانون بأن سبب ارتفاع المسئولية هو ممارسة المتسبب بالإصابة حقا خوله له القانون وأن ممارسة الحق لا تترتب عليها مسئولية مع مذهب محمد وأبي يوسف ومالك والحنابلة والفرق بين نظرة الشريعة وهذا الرأي  أن الأخير يرى أن ممارسة اللعبة حق. في حين يكون ذلك في الشريعة الإسلامية واجبا كما هو الحال في ألعاب الفروسية التي تقوم على الجهاد.

الوجه الثاني: في شروط ارتفاع المسئولية.

إن الشروط التي أوردها القانون الكويتي  تتفق في جملتها مع الفقه الإسلامي الذي أوردها في أماكن متعددة في أبواب الفقه، وإن كانت العبرة في السن في الفقه الإسلامي البلوغ مع العقل، ولا يشترط أن يكون قد بلغ ثماني عشرة سنة، وبقية الشروط تتفق مع مقاصد الشرع وتحقق الضمان لسلامة الإنسان الذي هو أحد المقاصد الخمسة التي أتت الشريعة للمحافظة عليها.
----------------------------
(كما وعدتكم سأقوم بنشر البحث، علي شكل أجزاء متسلسلة، ترقبوا الجزء التالي بأقرب وقت)