بعد حل مجلس 2009، بات في حكم المؤكد قرب صدور مرسوم الدعوة
للانتخابات لتشكيل مجلس أمة جديد وليكن افتراضا مجلس 2013، والملفت للنظر مطالبة البعض
بصدور مرسوم بقانون "مرسوم ضرورة" لتعديل الدوائر أو بتعديل عدد الأصوات
الممنوحة لكل ناخب، علما بأن مرسوم الضرورة لا يوجد ما يمنع من إصداره اذا تحققت شروطه،
ولكي يصدر بشكل دستوري وقانوني يجب توافر عنصرين وهما عنصر الضرورة وعنصر الاستعجال،
وهذين العنصريين بتوافرهما يعني نشأة ظروف طارئة وأسباب جديدة تضر بمصلحة البلاد في
غيبة المجلس أي حدثت بعد حل مجلس 2009 مما يستدعي ضرورة الاستعجال بوضع الحلول لتلك
الأسباب وذلك بالتدخل الفوري دونما أي تأخير بمراسيم الضرورة للحيلولة دون وقع الضرر،
ولكن في مسألة تعديل الدوائر لا يخفى على احد عدم عدالة الدوائر والأصوات، ولكن ذلك
ليس بجديد فحين توافر الضرورة لا توجد صيغة الاستعجال، واذا لم تطرأ أي ظروف جديدة
بعد حل مجلس 2009، فلا يوجد أي مبرر لإصدار مرسوم بقانون خصوصا وان المجلس القادم على
الأبواب، ومن الجدير بالذكر أن صدور مراسيم في غيبة المجلس تخضع لرقابة المجلس في أولى
جلساته وللمجلس أما إقرارها أو إلغائها، ويعتبر ذلك ضرب من ضروب المغامرة حينما تجازف
الحكومة بإصدار مرسوم بقانون وهي لا تتكهن بنتيجة الانتخابات القادمة ولا بنوعية النواب
الذين سيفوزون بثقة الشعب في المجلس القادم خاصة أن وصل عدد منهم ممن لا يوافق الحكومة
ولا يأتي على هواها، وبالتالي لا مناص من رفض وإلغاء المرسوم بقانون الخاص بتعديل الدوائر،
وإذا القانون لم يحوز على أصوات أغلبية أعضاء المجلس يعتبر ملغي، وبالتالي يجوز لأي
ذو مصلحة بالتقدم لدي المحكمة الدستورية بالطعن ضد تشكيل المجلس كونه نتيجة قانون ملغي
لم يوافق عليه البرلمان، لذا من الواجب تعديل القانون بواسطة المشرع فقط، والتريث لحين
تشكيل المجلس الجديد 2013، وطرح مشروع قانون تعديل الدوائر للتصويت عليه وتمريره عبر
البرلمان، كي لا يتم إبطال المجلس لمخالفته لقانون الانتخابات ونعود للمربع الأول.
http://www.alhasela.com/cms/node/8378